
السيد الرئيس المحترم، والسيدات والسادة، المفوضون الكرام، والزملاء المدافعون عن الحقوق،
أقف أمامكم ممثلاً للمركز الأفريقي للديمقراطية ودراساتحقوق الإنسان، مدفوعاً بالواقع العاجل والمدمر الذي يواجهالملايين في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
لقد أدت النزاعات المستمرة في السودان، وجنوب السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والمناطق الشاسعة فيالساحل والصحراء، إلى دفع الملايين نحو معاناة لا يمكنتصورها لا تتجلى فقط في الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوقالإنسان، بل أيضاً في التفكك الاجتماعي والاقتصاديالعميق وانقسام المجتمعات.
انتهاكات حقوق الإنسان في:
مناطق النزاع في السودان وجنوب السودان:
تميزت عقود من النزاع بانتهاكات جسيمة تشمل القتل خارجنطاق القانون، والنزوح القسري، والعنف الجنسي، وتجنيدالأطفال كمحاربين. وقد دمرت هذه الانتهاكات الأسروالمجتمعات، مما أدى إلى تآكل النسيج الاجتماعي وتركالناجين في مواجهة الصدمات وانعدام الأمن
جمهورية الكونغو الديمقراطية:
الانتهاكات هناك فظيعةمجازر، الاغتصاب كأسلوب حرب، الاحتجاز التعسفي وهلم جرا...
حيث يعاني السكان المدنيون من أضرار جسدية هائلة وكذلكصدمات نفسية، تتفاقم بفعل الإفلات الواسع من العقابوضعف المؤسسات الحكومية في مناطق الساحل والصحراء، والتي أسفرت النزاعات التي تشمل الجماعات المتطرفةوالجماعات المسلحة وتجنيد الاطفال، والعنف الاثنى والعرقىبين المجتمعات المختلفة، وانعدام الأمن الحكومي عن أزمةإنسانية مفزعة وكذلك الهجمات على المدنيين، والاختفاءالقسري، والاختطافات شائعة، بينما أدى تهجير مجتمعاتبأكملها إلى توتر التماسك الاجتماعي والاستقرار الإقليمي.
الأثر المدمر لعمليات نقل الأسلحة:
تؤديعملياتنقلالأسلحةغيرالمشروعةوغيرالمسؤولةإلىتكثيفالمواجهاتالمسلحة،مماييسرارتكابجرائمالحربوالجرائمضدالإنسانية.وتؤديالأسلحةإلىتفاقممواطنالضعفوعرقلةالجهودالراميةإلىتحقيقالسلاموالمصالحة.ويتيحتوافرالأسلحةالمتطورةتنفيذانتهاكاتمثلالمذابحوالعنفالجنسيمعالإفلاتمنالعقابوعلىنطاقواسع.
في ظل هذه الأزمات المستمرة، يبقى موضوع العدالةوالتعويضات للضحايا مهملًا إلى حد كبير. ملايين الأشخاصتحملوا آثار النزاع ليس فقط الإصابات الجسدية ولكن أيضًاالصدمة النفسية العميقة، والحرمان الاقتصادي، والانهيارالاجتماعي حيث يعاني الناجون من العنف الجنسي، والعائلات المشردة، والمجتمعات المتأثرة بالاختفاء القسري ويواجهون تهميشًا مستمرًا وغياب دعم حقيقي وتمثلالتعويضات لهؤلاء الضحايا طريقًا حاسمًا نحو العدالةالانتقالية والسلام المستدام. فهي ليست مجرد رمزية، بلضرورية لاستعادة حقوق وكرامة الضحايا وتمكين المجتمعاتمن التحرر من دوائر العنف والاستياء.
نحث اللجنة الأفريقية على دعم سياسات التعويضات التيتكون:
- شاملة ومبنية على المجتمع: حيث يجب تصميم التعويضاتمن خلال استشارة حقيقية مع السكان المتضررين، بما فيذلك النساء والشباب والفئات المهمشة.
- متكاملة: يجب أن تشمل التعويضات التعويض المالي، وإعادة التأهيل، واستعادة الممتلكات أو الحقوق، وضمان عدمالتكرار من خلال الإصلاحات المؤسسية.
- مدعومة من الحكومة والشركاء: تتطلب التعويضات الفعالةالتزامًا سياسيًا وتعاونًا بين الحكومات والهيئات الإقليميةوالشركاء الدوليين.
- تعزيز حل النزاعات وحماية حقوق الإنسان: السلام هوالأساس الذي تعتمد عليه جميع حقوق الإنسان إذ يتطلبتحقيق السلام الدائم جهودًا نشطة، دقيقة، وطنية و محلية لحلالنزاعات تعالج الأسباب الجذرية وتعزز الشمولية.
وفي الاخير ندعو اللجنة الأفريقية والاتحاد الأفريقي إلى:
- دعم وتعزيز عمليات الوساطة والحوار التي يقودها الفاعلونالإقليميون والمحليون، مع تمكين النساء والشباب بشكلخاص، الذين غالبًا ما يُستبعدون من الحوارات الرسميةللسلام.
- الدعوة إلى إصلاحات في الحكم والتي تعطي أولوية لحقوقالإنسان والعدالة الاجتماعية والديمقراطية التشاركية لمعالجةالمظالم التي تؤدي إلى النزاعات.
- تعزيز المبادرات المعنية بإعادة الإعمار بعد الصراع وفقإطار حقوق الإنسان، مع ضمان استفادة الفئات الضعيفةوالمهمشة من جهود إعادة البناء.
- إصدار إدانة قوية وصريحة لنقل الأسلحة الغير القانونيوالغير المسؤول الذي يفاقم العنف وانتهاكات حقوق الإنسانفي جميع أنحاء القارة.
- تعزيز التعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومنظماتالمجتمع المدني لتعزيز حوكمة السيطرة على الأسلحة وآلياتالمراقبة والتنفيذ.
- حث الدول الأطراف على مراجعة وتعزيز أطرها القانونيةوقدراتها التنفيذية لتنظيم نقل الأسلحة بما يتوافق معالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان.
- الدعوة إلى تصميم وتنفيذ سياسات شاملة للتعويضاتلضحايا النزاعات المسلحة تلبي احتياجاتهم المتعددة الأبعادوتعزز العدالة والشفاء.
- دعم تمكين وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظماتالمجتمع المدني العاملة في المناطق المتضررة من النزاعات، وضمان سلامتهم، وصولهم، ومساحتهم التشغيلية.
وشكرا على حسن الانصات والتفهم....





